هل العطلة في هولندا "شاملة كل شيء"؟ أشبه بحزمة "رحلة عمل بولندية"

تبدأ الأمور ببساطة. إجازة! أخيرًا يمكنك وضع "الأجندة" جانبًا (بالطبع بعد أن تكتب فيها موعد "وضع الأجندة جانبًا"). الخطة بسيطة: دراجة، حديقة، وربما رحلة إلى البحر إذا لم يكن المطر يهطل أفقيًا. للأسف، الصيف الهولندي متقلب مثل مزاج الحماة بعد محاولة فاشلة لعمل كعكة الجبن. لذا، بدلاً من الاستمتاع بمشروبك ببطء، غالبًا ما تجفف حذاءك المبلل وتتساءل إن كان الوقت قد حان لإخراج معطف الشتاء.

ويضاف إلى ذلك التفاؤل الهولندي الدائم بشأن الطقس. نشرة الأخبار: "غدًا زخات مطرية". عمليًا: سيل جارف، نهاية العالم وطوفان كما في القصص الدينية. لكن "زخات" تعني "زخات"، أليس كذلك؟ يمكنك الاعتياد على ذلك. تمامًا مثل طيور النورس التي تسرق شطيرتك "برودي كاس" بدقة قناص عندما تكون في قمة شرودك. هذا البلد ببساطة لا يحب أن تشعر بالملل. دائمًا سيجد لك "نشاطًا".

تبدأ "المتعة" الحقيقية عندما يحين وقت السفر إلى بولندا. ليست زيارة عادية. إنها مهمة خاصة، حيث عليك خلال أيام قليلة مكثفة أن تنجز كل ما تراكم طوال العام. قائمة المهام قد تشبه الوصية:

• ماراثون العائلة: زيارة جميع الأعمام والعمات وأبناء العمومة والجدات. كل زيارة تعني ثلاث ساعات على الأقل من الأحاديث والذكريات وتذوق الأطباق المحلية (غالبًا بكميات ضخمة). حمية غذائية؟ ما هذا؟

• متاهة الدوائر الحكومية: نقل ملكية السيارة، تسوية الضرائب، استلام شهادة من نافذة غامضة رقم 17B. استعد للوقوف في الطوابير، ملء أكوام من الأوراق وشرح أن "رقم PESEL ليس رمزًا للصراف الآلي".

• جنة الصيانة: أخذ السيارة للميكانيكي لأن "يا رجل، هكذا تسير منذ عام"، تحديد موعد مع طبيب الأسنان لفحص سريع (ينتهي بعلاج جذور لثلاثة أسنان)، بالإضافة إلى الحلاق، خبيرة التجميل وربما أخصائي البصريات. العطلة هي الوقت المثالي لـ"الاعتناء بنفسك".

• لوجستيات الهدايا: إحضار الجبن الهولندي، "ستروب وافلز" وغيرها من "الأطعمة الفاخرة" للعائلة والأصدقاء. بالطبع يجب أن يكون كل شيء طازجًا وسليمًا أثناء النقل. تبدو الأمتعة وكأنها شحنة بضائع فاخرة.

بعد هذا "الاسترخاء" المكثف، تعود إلى هولندا. وماذا بعد؟ عليك أن تعود إلى نمط حياة مختلف. هدوء، سلام (نسبي)، مسارات دراجات بلا حفر وموظفون حكوميون (غالبًا) يعرفون ما تسأل عنه. هل أنت مرتاح؟ على الأرجح لا. لكن لديك شعور بأنك أديت واجبك على أكمل وجه. جميع "المهام البولندية" (تقريبًا) منجزة، ويمكنك أن تتظاهر مجددًا بأنك تستمتع بالصيف الهولندي. حتى الرحلة القادمة...

هكذا تبدو العطلة الهولندية على الطريقة البولندية. ليست استرخاءً كسولًا تحت النخيل. بل هي عملية لوجستية متعددة المهام تتطلب لياقة عداء ماراثون ومهارات تفاوض دبلوماسي. لكن مهلاً، على الأقل لدينا ما نرويه على الجعة (إذا سمح الطقس بالخروج إلى الشرفة). عطلة "غير مريحة" سعيدة!